السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسرني أن أورد إليكم هذا الموضوع المهم في التجويد والمتعلق بالصفات الذاتية.
شرح صفات الحروف (الذاتية) التي لها ضد
أولاً:
الهمس: حروفه (فحثه شخص سكت)
النفس: الهواء الخارج من الفم دون أن يسمع (فالهواء الخارج من الرئة إن خرج بطبعه فهو نفس)
لغة: الخفاء أو الصوت الخفي
اصطلاحاً: جريان النفس مع الحرف عند النطق به ساكناً.
سبب التسمية: ضعف التصويت بالحروف المهموسة وخفاؤها حال النطق بها بسبب جريان النفس معها، فالهمس من صفات الضعف.
الشرح: الهمس: الحس الخفي الضعيف، فالنفس يجري مع الحرف لضعفه وضعف الاعتماد عليه، وبعضه أقوى من بعض: فالصاد والخاء أقوى من غيرهما لأنهما من حروف الاستعلاء .. وهكذا.
وضد الهمس
الجهر (باقي الحروف)
لغة: الظهور والإعلان
اصطلاحاً: انحباس جري النفس مع الحرف عند النطق به.
سبب التسمية: سمّيت مجهورة لظهور التصويت بها وقوته بسبب انحصاره لعدم جريان النفس حال النطق بها، فالجهر من صفات القوة.
الشرح: الحرف الجهور: حرف قوي منع النفس أن يجري معه عند النطق به لقوته وقوة الاعتماد عليه في موضع خروجه لا سيما مع السكون.
ويرى أهل الدراسات الصوتية الحديثة أن الهمزة والطاء والقاف من حروف الهمس
ثانياً:
الشّدّة: حروفها (أجد قط بكت)
لغة: القوة
اصطلاحاً: انحباس جري الصوت مع الحرف عند النطق به.
سبب التسمية:
سميّت شديدة لقوتها وامتناعها من التليين بسبب انحصار الصوت في المخرج وعدم جريانه. فلو وقفنا على الجيم من (الحجّ) مثلا لتوقف الصوت ولم يمتد بالجيم. وتسمى الشّدّة في الدراسات الصوتية الحديثة (الانفجار).
الشرح: الحرف الشديد:
حرف اشتدّ لزومه لمخرجه وقوي فيه، ومنع الصوت أن يجري معه، والشدّة من علامات القوة، فالهواء ينحبس انحباساً تاماً بإغلاق مجراه في نقطة معينة فيصبح مضغوطاً بقوة، ثم يطلق فجأة فيحدث انفجاراً.
لغة:الاعتدال
اصطلاحاً: اعتدال الصوت عند النطق بالحرف لعدم كمال احتباسه وعدم كمال جريانه.
وبين الشدة والرخاوة
التوسط: حروفه (لن عمر)
سبب التسمية:
سمّيت متوسطة لأن الصوت معها لا يجري كل الجري كحروف الرخاوة، ولا يمتنع كل الامتناع كحروف الشّدّة نحو (قل) و (يكن).
الشرح: الحرف المتوسط:
حرف معتدل، لا يجري الصوت معه كحروف الرخاوة، ولا يتوقف الصوت معه ويمتنع كحروف الشدة، فهو حالة متوسطة بين توقف الصوت وجريانه بالحرف. لغة: اللين
اصطلاحاً: جريان الصوت مع الحرف عند النطق به.
وضد الشدة
الرخاوة: (باقي الحروف)
سبب التسمية:
سمّيت رخوة لأنها لينة قابلة للتطويل بسبب جريان الصوت في مخرجها حال النطق بها، فلو نطقت (يَعْش) مثلاً لوجدت الشين قابلة للتطويل ولا يتوقف الصوت معها. وتسمى الرخاوة في الدراسات الحديثة (الاحتكاك).
الشرح: الحرف الرخو:
فهو الذي ضعف الاعتماد عليه عند النطق به في مجرى الصوت، فلا يغلق فيه مجرى الهواء تماماً، وإنما يضيق بدرجات مختلفة فيحدث احتكاكاً ينتج عنه الصوت.
الصوت: النفس المسموع الخارج من الفم (وهو الخارج بإرادة الانسان واحتكّ بالحنجرة) فالصوت له تموج وتذبذب دون النفس.
ثالثاً:
الاستعلاء: حروفه (خص ضغط قظ)
لغة: العلو والارتفاع
اصطلاحاً:الارتفاع بالصوت إلى أعلى عند النطق بحروفه.
سبب التسمية: ارتفاع اللسان أو بعضه إلى أعلى الحنك حال النطق بها.
1) الاستعلاء من صفات القوة.
2) المعتبر في الاستعلاء استعلاء أقصى اللسان سواءً استعلى معه بقية اللسان أو لا (يظهر ذلك في الخاء والغين والقاف أقل من حروف الإطباق( حيث يرتفع اللسان من مقدمته ويتصل بأعلى الحنك ويتبعه الصوت فيفخم.
3) حروف الاستعلاء كلها مفخمة والتفخيم يكون أشد مع الفتحة، فالضمة، فالسكون ويقل مع الأنا قليل أدبر.
4) كلما ارتفع اللسان كان التفخيم أكثر كما في حروف الإطباق.
5) كما يراعى صفة الصفير في حرف الصاد.
6) تخرج حروف الاستعلاء من أعلى الحنك فيمتلئ الفم بصدى الحرف.
وضد الاستعلاء
الاستفال: (باقي الحروف)
لغة: الانخفاض وقيل الانحطاط
اصطلاحاً: الانخفاض بالصوت إلى قاع الفم عند النطق بحروفه.
سبب التسمية: ترقيق الصوت وانخفاض اللسان إلى أسفل الحنك عند النطق بحروفه
الاستفال من صفات الضعف.
باقي الحروف كلها مرققة ما عدا الألف المدية واللام والراء فلها حالات خاصة ترقق تارة وتفخم تارة حسب حالها.
درجة ارتفاع اللسان أو انخفاضه وموضع رفعه أو خفضه يختلف من حرف الى حرف
كلما انخفض اللسان كان الترقيق أكثر.
رابعاً:
الإطباق: حروفه (ص، ض، ط، ظ)
لغة: الإلصاق
اصطلاحاً: التصاق جزء من اللسان بالحنك الأعلى وانحصار الصوت بينهما.
سببت التسمية: لأن اللسان ينطبق عند النطق بها على الحنك الأعلى.
1) أقوى حروفه الطاء وأضعفها الظاء لرخاوتها والصاد والضاد متوسطتان.
2) الإطباق أبلغ وأخص من الاستعلاء ولذلك يلزم من الإطباق الاستعلاء ولا يلزم من الاستعلاء الإطباق فكل مطبق مستعل وليس كل مستعل مطبق.
قال سيبويه لولا الاطباق في الصاد لكان سيناً وفي الظاء لكان ذالا، وفي الطاء لكان تاء.
وضد الاطباق
الانفتاح: (باقي الحروف)
لغة: الافتراق
اصطلاحاً: ابتعاد اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف.
سببت التسمية: انفراج اللسان عن الحنك الأعلى حين النطق بحروفه.
خامساً:
الاذلاق: حروفه (فر من لب)
لغة: قيل حدة اللسان وبلاغته وطلاقته وقيل الطرف وقيل الفصاحة والخفة
اصطلاحاً: خفة الحرف وسرعة النطق به لخروجه من ذلق اللسان أي طرفه أو من طرف إحدى الشفتين أو منهما معاً.
سبب التسمية: خفة اللسان وسهولته حال النطق بحروفه، لأن بعضها يخرج من طرف اللسان وبعضها من طرف الشفتين.
وضد الإذلاق
الاصمات: (باقي الحروف)
لغة: المنع
اصطلاحاً: قيل ثقل الحرف وعدم سرعـة النطق به لخروجه بعيداً عن ذلق اللسان والشفة (الواو فيها بعض الثقل لذلك وصفت بالاصمات).
وقيل ثقل يعتري اللسان عند النطق بالحرف.
الشرح: منع حروفه من أن يبنى منها وحدها في كلام العرب كلمة رباعية الأصول أو خماسية لثقلها على اللسان فلا بد من أن تكون في الكلمات الرباعية أو الخماسية حرف من الحروف المذلقة لتعدل خفته ثقل حرف الاصمات ولهذا سميت بالحروف المصمتة. وأما كلمة عسجد اسم للذهب وعسطوس بفتح العين والسين اسم شجر فهما ليس من أصل كلام العرب واعلم أن صفة الإذلاق وضدها صفة الإصمات لا دخل لهما في تجويد الحروف.