تعود المتعة والإثارة من جديد إلى دوري المحترفين السعودي، إذ تترقب الجماهير الرياضية قاطبة لقاء الديربي العاصمي المنتظر بعد غد الجمعة عندما يلتقي قطبا الكرة السعودية الهلال والنصر على درة الملاعب ضمن لقاءات الدور الثاني من دوري المحترفين.
تحفل لقاءات مسابقة دوري المحترفين السعودي بالندية والإثارة التي تكون حاضرة في المباريات التي تجمع بين فريقين من أندية المقدمة أو الفرق الكبيرة باسمها وتاريخها وشعبيتها، ما يجعل الأنظار كافة تتوجه صوب تلك المباراة لتترقب المتعة والتشويق اللذين سيقدمهما عناصر الفريقين، وبالتأكيد فإن تلك المتعة والإثارة تشتد عندما يكون طرفا اللقاء فريقي النصر والهلال اللذان يحملان في جعبتهما تاريخاً مليئاً بالنجوم السابقة والحالية وسجل حافل بالبطولات والإنجازات.
وأنصار الفريقين لا يرضيان إلا بالفوز وهز الشباك وتفوق فريقها على منافسة التقليدي وخصمه اللدود مساء الجمعة على درة الملاعب استاد الملك فهد الدولي الذي سيكتب فصل جديد من الروية الجميلة التي يسطرها الفريقان العملاقان في كل مناسبة يلتقيان فيها.
ومن المعروف أن لقاء الدور الأول الذي كان بضيافة الهلال انتهى لمصلحة أصحاب الفانلة الزرقاء بهدفين سجلت بإقدام لاعبيه الدوليين ياسر القحطاني وأحمد الفريدي، فيما أحرز إصابة النصر الوحيدة لاعبه المحترف البرازيلي إيلتون خوزية، وعلى الرغم من أن تلك المباراة كانت الترشيحات فيها تصب في كفة أصحاب القمصان الصفراء نظراً لتكامل الصفوف وانسجام العناصر وتقدمهم على شقيقهم الهلال في سلم الترتيب، فيما كان الهلال يعاني عددا من المشكلات كان من بينها انخفاض مستوى مهاجمه وقناصه ياسر القحطاني.
ولقاء العملاقين عود المتابعين على أن عناصر التفوق قبل المباراة تلغي تماماً عند بدء الحصة الزمنية الأولى من المباراة، حيث تكون التهيئة النفسية لها دور كبير في حسم نتيجة المباراة.
ورغم التفوق الهلالي في آخر لقاءات الفريقين، نظراً لفارق الإمكانات بين عناصر الفريقين إلا أن لقاء الجمعة الذي يدخله النصر محملاً بعديد من المشاكل الفنية والإدارية ربما يكون للاعبي النصر كلمة فيه يثبتون من خلالها أنهم ما زالوا يملكون ما يقدمونه لمحبي ناديهم، فالنصر الذي يدخل اللقاء دون مدرب صريح بعد قرار الاستغناء عن مدربه السابق الكرواتي رادان منذ الثامن من كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ومن ثم اعتذر عدد من المدربين عن قيادة دفة الفريق للمرحلة المقبلة، ما جعل الإدارة تستعين بخدمات المدرب البرازيلي أدجار بشكل مؤقت من فريق درجة الشباب، وأشرف حالياً على أكثر من ستة لقاءات للفريق كسب منها خمسة وخسر في واحدة.
وتتواصل المشكلات الصفراء بتمرد مهاجمه البنيني رزاق أموتوا الذي لم يقدم المردود الإيجابي منه رغم السمعة الكبيرة التي سبقته للملاعب السعودية، ومن ثم هروبه الأخير قبل عودته رافضاً المشاركة في لقاء الاتحاد الماضي، لتأتي مشكلة غياب لاعبه المصاب سعد الحارثي الذي أنتظر لأكثر من 50 يوما قبل أن يغادر إلى العاصمة البريطانية لندن لعرض إصابته على استشاري إصابات الملاعب الإنجليزي لافال.
وزاد أمر النصراويين سوءا، بعد عدم السماح لهم بالتعاقد مع المحترف الإيراني مهدي شيري، ما جعلهم يدخلون في سباق مع الزمن للبحث عن أجنبيين أحدهم بديلاً لشيري والآخر بديلاً لرزاق البنيني.
وتبقى عقول النصراويين منصرفة عن مهاجم فريق الوحدة عيسى المحياني الذي جعل المنافسة تحتدم بين الفريقين قبل عشرة أيام من انطلاق اللقاء حين قرر اللعب للهلال متجاهلاً العرض الكبير الذي قدمته إدارة النصر لإدارة ناديه، ومن ثم إغرائه ومدير أعماله بمبلغ يسيل له اللعاب.
وفي الطرف الآخر يحقق الهلال استقراراً إدارياً وفنياً كبيرين تحت قيادة مدربه الروماني كوزمن وعودته نجومه الدولية من مشاركة المنتخب السعودي في كأس الخليج الـ 19 في مسقط، وكذلك تعاقد الفريق مع عدد من الأسماء الكبيرة في مقدمتهم الكوري سول والرومان رادوي، ما يعني تكامل الصفوف الهلالية رغم غياب دينمو الفريق وصانع ألعابه المحترف الليبي طارق التائب، إلا أن الهلال أثبت خلال استحقاقات الموسم الرياضي الحالي أنه لا يتأثر بالنقص مهما كان ذلك اللاعب الذي يغيب، بالإضافة إلى الدخول في سباق مستمر مع فريق الاتحاد على صدارة ترتيب فرق المسابقة رغبة منه في المحافظة على لقبه والتتويج للمرة الثانية على التوالي بلقب المسابقة، وهو ما يجعله يتحضر لمقابلة النصر بشكل جدي ورغبة في انتزاع النقاط الثلاث لمواصلة مشواره، وقبل ذلك كسب النقطة السادسة من غريمة التقليدي النصر.
لا شك أن اللقاء الذي يقوده طاقم تحكيم أجنبي سيكون كسابقيه من حيث تقديم وجبة رياضية دسمة يترقبها فريق الاتحاد بشوق رغبة منه في أن يقدم النصراويون له خدمة في إيقاف زحف الهلال معه على لقب البطولة التي أصبحت بين فريقي الاتحاد والهلال.