سطع نجم سعيد العويران كثيراً كأحد أبرز اللاعبين في منتصف التسعينيات الميلادية، وجاء هدفه بقميص الأخضر في مونديال كأس العالم بأمريكا (94م) الذي هز به شباك منتخب بلجيكا ليسلط أضواء الشهرة عليه وهو يدخل به قائمة أجمل الأهداف في تاريخ اللعبة.. ترجّل سعيد عن الملاعب منذ عقد من الزمن ولا يزال حاضراً في كثير من المناسبات عندما تشير البوصلة إلى صفة اللاعب المؤثر.. (الرياضي) استضافت سعيد العويران في حوار جريء قال فيه رأياً صريحاً عن الفرق بين لاعب اليوم ولاعب الأمس وبين منتخب اليوم ومنتخب الأمس إلى جانب تعليقه على أحداث كثيرة في الساحة الرياضية المحلية.. العويران تقرأونه في هذا الحوار..
* كيف ترى المنتخب السعودي الحالي الذي يشارك في كأس الخليج؟
ـ العناصر جيدة رغم اختلاف اللاعب في الماضي عن الوقت الحالي، حيث أن اللاعب الحالي يستطيع أن يصل إلى الأخضر بأسهل الطرق بتسجيل هدف أو هدفين، بينما في الماضي المسألة كانت معقدة جداً وصعبة ولا يصل إلى هذا الشرف إلا اللاعب المؤهل فعلياً من الناحية الفنية.
* ماذا تقصد بالضبط؟
ـ أقصد أن بعض اللاعبين الحاليين (مصنوعين) ولا يملكون الموهبة الفطرية بل تجد أن بعض الإعلاميين أسهموا في صناعة بعض اللاعبين.. في الماضي كنت تشاهد نجوم حقيقيين أمثال ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان وفهد الهريفي وفهد المصيبيح وعبدالله الشريدة ومساعد السويلم ويوسف الثنيان وأسماء أخرى موهوبة بالفطرة لكن الوضع الآن اختلف مع الاحتراف.
* ما الاختلاف بالضبط بين كرة الماضي وكرة الآن؟
ـ في الماضي كان اللاعب يحصل على مكافأة فوز (ألف) ريال، وفي حالة التعادل (500) ريال، أما الآن فالوضع اختلف مع الاحتراف وهذا أسهم في مساومة بعض اللاعبين لأنديتهم، حيث أصبح اللاعب نجماً بسرعة الصاروخ رغم أنه لا يملك الموهبة المتفردة التي تعطيه هذا الحق، ولكن هذا حال الاحتراف الذي أضاع معنى الكرة بسبب البحث عن المادة التي افقدتنا المتعة والفن على المستطيل الأخضر.
* كيف تري مواقف رؤساء الأندية؟
ـ للأسف أن بعض رؤساء الأندية لا يفهمون أبجديات كرة القدم، وفجأة بين عشية وضحاها تجده يعتلي أعلى هرم في النادي، و(يترزز) في الإعلام أو في الصحف ويتحدث وينتقد ويفند بدون علم أو معرفة، وتجد نائب الرئيس هو الآخر يلهث وراء الفلاشات ويتسابق مع الرئيس للظهور (عمال على بطال) وكأننا في سوق الخضار، كل شيء تدهور في كرة القدم الحالية، وافتقدنا رؤساء كانوا يملكون الفكر الرياضي أمثال الأمير محمد العبدالله الفيصل والأمير خالد بن سعد وعبدالله بن سعد ـ يرحمه الله ـ والأمير عبدالرحمن بن سعود ـ يرحمه الله ـ والأمير طلال بن منصور.
* هل تعتقد أن الكرة السعودية فقدت المواهب؟
ـ خليني أعطيك الجواب من الآخر.. هاتوا مدافعاً وظهيراً عصرياً مثل محمد عبدالجواد أو مثل اللاعب عبدالله صالح أو الجميل أو الخليوي أو غيرهم وقيسوا على ذلك وقارنوا بين أسماء الجيل الحالي، وهل هناك نجم في قامة ماجد عبدالله أو محيسن الجمعان.. بصارحة نعم الكرة السعودية تعيش أزمة نقص اللاعب الموهوب.
* ما رأيك في الاحتقان الجماهيري؟
ـ الاحتقان موجود وواضح جداً وسببه في نظري رؤساء الأندية.. ولكن الحقيقة تقول أن الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه الأمير نواف بن فيصل عملا الكثير لإزالة الاحتقان من الشارع الرياضي واعتمدا اجتماع الميثاق الأخير الذي سيكون له دور بارز في الحد من هذه الظاهرة.
* الملايين التي يطالب بها اللاعب السعودي، هل أثرت عليه بالسلب أم بالإيجاب؟
ـ الملايين برأيي سبب أساسي في هبوط مستوى اللاعب بعد أن أصبح يملك (الفلوس) ولا يفكر في عقوبات الأندية أثناء غيابه عن التدريبات أو حضوره لأنه يعرف أنه سوف يخصم من مرتبه مبلغ بسيط جداً لا يعني له شيئاً، وللأسف هناك لاعبين لا يملكون أي انجازات أو بطولات مع أنديتهم وتجدهم يساومون أنديتهم وهم لا يستحقون أي تقدير أو تمييز عن الآخرين، وأعود من جديد لأذكر دور بعض الإعلاميين الذين (ينفخونهم).
* لماذا لم ينجح اللاعب السعودي في الاحتراف خارجياً؟
ـ بداية أتمنى أن يُفتح باب الاحتراف الخارجي بشكل حقيقي لأن هذا له فوائد كبيرة على الكرة السعودية.. أما بالنسبة لعدم نجاح اللاعب السعودي في هذا الجانب فهذا يعود لأنه لا يجد الدافع لخوض التجربة رغم أن الاحتكاك مع الفرق الأوروبية مثلاً يعلم اللاعب معنى الانضباط ويرفع من مستوى قدراته ميدانياً، وكل هذا مطلوب للرقي والتقدم، وأنا مع احتراف اللاعب السعودي في أوروبا كثيراً، وضد احترافه في الخليج لأنه لن يتطور في نفس منطقته إلى جانب أن مستوى كرتنا أعلى من جيراننا الخليجيين.
* هل السهر سبب في ضياع اللاعب؟
ـ بكل تأكيد.. وليس السهر فقط بل (الشيشة) والدخان أيضاً وهي من أبسط الأمور في ضياع اللاعب مع الأسف، وكثير من لاعبي الجيل الماضي والجيل الحالي دخلوا في نفق التدخين وما يتبعه من آفات وضلوا الطريق وفقدوا كل شيء.
* ما السبب في انتشار الكروت الملونة في اللقاءات الحالية؟
ـ بلاشك تهاون الإدارات ورؤساء الأندية ولجنة الانضباط والحكام.. تخيل أنا في حياتي الرياضية حصلت على كرت واحد أحمر أمام فريق الاتفاق، وكذلك ماجد عبدالله وغيره الكثير من نجوم الجيل الماضي لو سألتهم ستجدهم حصلوا على كرت أو اثنين طوال مشوارهم الكروي، بينما الآن أصبحت الكروت توزع على اللاعبين مثل الهدايا.
* ماذا تحتاج الكرة السعودية حالياً؟
ـ الكرة السعودية بحاجة إلى البحث عن تأهيل لاعبين عن طريق الأكاديميات منذ سن مبكرة وعلى يد مختصين فنياً في هذا الجانب ومدربين كبار حتى نجاري الآخرين ونفعل مثل ما يحدث في أكثر دول العالم تطوراً في كرة القدم.
* ما رأيك في وجود اللاعب الأجنبي في السعودية؟
ـ شيء رائع، ولكن للأسف الأندية تحضر ثلاثة لاعبين وتجد في الأخير أن واحداً من الثلاثة نجح والآخرين فشلا، وللأسف هناك استغلال من بعض السماسرة، حيث تجدهم يحضرون أشرطة للاعب تبرز موهبة غير طبيعية له في لقاء أو اثنين وهو في الواقع منتهي الصلاحية وتكون الأشرطة مضروبة وتخسر الأندية الملايين في لا شيء رغم أن الطريق الصحيح لذلك هو متابعة اللاعب في مباريات (حية) من داخل الملعب من قِبَل فنيين ليتم الحكم عليه.
* ما المباراة التي تمنيت أن تلعبها؟
ـ أمام إيران في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم (94)، حيث كان الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب حالياً يحذرني من الحصول على كروت صفراء من أجل الوصول إلى كأس العالم، وكان يقول لنا بقي لنا مباراتين ونصل إلى كأس العالم أمام العراق وإيران وبالفعل لعبت مباراة العراق وطلب مني كالديرون مدرب المنتخب في ذلك الوقت أن ألعب وسط أيسر، وكان هناك لاعب مشاكس وسريع ويملك مهارات فنية عالية وأوقفته باللعب الرجولي وحصلت على الكرت الأصفر الذي أوقفني عن اللعب أمام إيران، وكنت فعلت ذلك من أجل مصلحة الأخضر لأن خسارتنا تعني صعوبة موقفنا ولا أنسى تصريحات مدرب العراق علي بابا الذي كان يقول إن اللاعب رقم عشرة (يقصدني أنا) كان ملاكماً وليس لاعباً.
* كيف ترى نادي الشباب؟
ـ حقيقة خالد البلطان رئيس النادي وضع خطة أسهمت فيما وصل إليه النادي وعندما تدخل نادي الشباب تشعر أنك تدخل فندق خمس نجوم، فكل شيء متوفر وبأسلوب راق.. وانتهزها فرصة لأشكر الأخ خالد البلطان بتكفله بإقامة حفل اعتزالي أمام منتخب مصر قريباً.
* كلمة أخيرة..
ـ أحب أن أقول: كرة القدم تنافس شريف ولابد أن نترك التعصب خصوصاً وأن الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل يعملان من أجل مصلحة الكرة السعودية والدليل اهتمامهما بإيقاف المهاترات والانتقادات، وأتمنى من بعض الكتاب محاولة نبذ التعصب الذي أسهم في احتقان بعض الجماهير، وكل عام والجميع بخير.