هل يطلب من المنتخب أن يظل البطل في كل مسابقة يخوضها؟! إن كنا نريد هذا فنحن مخطئون، فالآخرون يريدون كما نريد، وقد يعملون أفضل مما نعمل، ومن حقهم أن يأخذوا كما نأخذ أو أكثر!
٭٭ نحن الذين أقام بعضنا الدنيا حينما طار الكأس، فلو احتسبت لنا ضربة الجزاء آخر المباراة وقادتنا للفوز لاعترفنا أنه فوز غير مستحق، لكن طالما أننا خسرنا فإننا يجب أن نعترف أننا كنا الأسوأ في النهائي، والذي أخذناه هو ما نستحقه فعلا، فلا داعي للبكاء!
٭٭ من المهم أن نأخذ فترة راحة لنعيد قراءة أوراق المنتخب بهدوء بعيداً عن تشنجات بعض المحللين وانفعالاتهم وأهوائهم، لنسأل أنفسنا: هل هذا هو المنتخب الذي نريد؟ هل وظفت طاقات اللاعبين كما ينبغي؟.. ليست المطالبة بإبعاد فلان وإحلال علاّن هي الهدف، بل دراسة أعمق، فإن وجدت أخطاء تصحح، وليشترك الجميع في تعديلها لتكون المسؤولية مشتركة، فنحن نريد المستقبل الأهم وهو التأهل لكأس العالم، إننا الآن نقف في عنق الزجاجة، ولن نخرج منها إلا إذا تحسن الوضع، قد يرى البعض أن المنتخب يتراجع في وقت يفترض أن يتقدم، إن كان هذا هو الواقع فليس أفضل من علاج سريع؟.. إن دموع حبيبنا ناصر الجوهر لها بالغ الأثر على قلوبنا، ونحن معه قلباً وقالباً، ولذا لا نريده أن يحزن ونحزن معه، بل نريد أن نساعده، ومن المساعدة تنبيهه فقط لا غير، لأننا نريد له البقاء، وفي هذه المقالة محدودة المساحة لا يمكن أن أطرح كل السلبيات، لكن الذي أستطيعه تنبيه المسؤولين ليطلبوا من جميع النقاد تقديم أوراق عمل مبسطة، كل يطرح فيها رؤيته من أجل أن يكون النقد منهجيا، وجماعيا، والأقرب للصواب، إن هذا قد يحدّ من النقد العشوائي الذي تقدمه القنوات.
٭٭ أنا واحد من كثيرين نظروا إلى لقاء منتخبنا مع عمان بعينين: واحدة وطنية توجهت إلى المنتخب، وأخرى عاطفية توجهت إلى عُمان.. وأخيرا فاز الأفضل.. إجمالا كان الأخوة العمانيون مبدعين في كل شيء، التنظيم، واللعب، حتى لغة التعامل مع مثيري الشغب كانت لغتهم راقية، إذ حافظوا على لباقتهم، فواجهوا الكل بأخلاق عالية، لمست ذلك من خلال تعقيباتهم وتصريحاتهم الإعلامية، وبالتأكيد لمسها الذين عاشوا في معمعة الحدث، ألا يستحق أولئك الراقون أن يكرموا ولو ببطولة واحدة هي الوحيدة طيلة عمرهم الكروي ليدخلوا بها التاريخ الرياضي؟ نعم!.. بل كل دمعة هطلت من عين لاعب أو مشجع عماني تستحق بطولة.. نظرات الجمهور وتفاعلهم وآهاتهم وصرخاتهم وقفزاتهم، قلقهم وانتظارهم ودقات قلوبهم!